البيت السعيد وخلاف الزوجين
إن كثيرا من الناس يطلب السعادة، ويلتمس الراحة، وينشد الاستقرار وهدوء النفس والبال، كما يسعى للبعد عن أسباب الشقاء والاضطراب ومثيرات القلق، لا سيما داخل البيوت والأسر. ولْيُعلَم أن كل ذلك لا يتحقق إلا بالإيمان بالله تعالى وحده والتوكل عليه وتفويض الأمور إليه، مع الأخذ بما وضعه من سنن، وما شرعه من آداب.
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
وإن من أعظم ما يؤثر في ذلك على الفرد وعلى الجماعة بناء الأسرة واستقامتها على الحق. وإن أساس العلاقة الزوجية الصحبة والاقتران على الود والأنس والتآلف، وهناك أمور كثيرة يقوم عليها بناء الأسرة المسلمة وتتوطد فيها العلاقة الزوجية، منها:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
1- الإيمان بالله وتقواه، ويقويه الاجتهاد في الطاعة والعبادة والحرص عليها والتواصي بها بين الزوجين.
2- المعاشرة بالمعروف، ويتحقق ذلك بمعرفة كل طرف ما له وما عليه.
غير أن واقع الحياة وطبيعة البشر كما خلقهم الله تعالى قد يكون فيها حالات لا تؤثر فيها التوجيهات، ولا تتأصل فيها المودة والسكن، بسبب داخلي أو خارجي، وقد يكون لقلة البصيرة في الدين، والجهل بأحكام الشريعة، وتراكم العادات السيئة، والتمسك بالآراء الضعيفة.
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
وعندما يحدث هذا وتظهر أمارات الخلاف وبوادر النشوز أو الشقاق فمن أهم ما يطلب به المعالجة: الصبر والتحمل، ومعرفة الاختلاف في المدارك والعقول والتفاوت في الطباع، والتسامح والتغاضي عن كثير من الأمور، والوعظ والتوجيه وبيان الخطأ، والتذكير بالحقوق، والتخويف من غضب الله ومقته، والتنازل عن بعض الحقوق.