-->
trainer mahmoud gado trainer mahmoud gado
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

أضع وقتك ... تقتل نفسك



أضع وقتك ... تقتل نفسك



هل الوقت عدوٌّ يُقاتَل؟!.. وهل النجاح في الحياة يكون بأن نقتل الوقت في أي شيء تافه؟!..
أليس من الأجدر أن نصادق الوقت بدلَ أن نقاتله؟!.
أليس من الغباء أن نعادي أحقَّ شيء بصداقتنا؟!.
1ـ نعمة لا تضيِّعْها:
فوقت الفراغ نعمة عظيمة تستحقُّ التقدير والاستثمار؛ فهو فرصة لتجديد النشاط، وترويح النفس، وشحذ الهمم..
وقد حذَّرنا رسولنا (صلى الله عليه و سلم ) من هدر وقت الفراغ وعدم تقدير نعمته تعالى فقال:
«نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس؛ الصحة، والفراغ»([1]).
أي: الصحة والفراغ من أعظم النعم التي يكثر هدرها وإضاعتها بأبخس الأثمان.
كان الحسن البصري رحمه الله يقول في اغتنام هذه النعمة العظيمة:
«ما من يوم ينشقّ فجرُه إلا نادى منادٍ من قِبَلِ الحق:
يا بن آدم! أنا خَلْقٌ جديد، وعلى عملك شهيد..
فتزوَّد مني بعملٍ صالح، فإني لا أعود إلى يوم القيامة».
فهل نحن ممن يتزوَّد بالعمل الصالح كل يوم؟.
2ـ لهو.. ورقص.. وغناء:


بعض الشباب يقضي جُلَّ وقته في المقاهي، وأماكن اللهو واللغو، وفي الجلسات مع الشلة والأصحاب، لا يفطنون إلى ذكر الله مرة واحدة.. بل كلام فاحش، وهتك للأعراض.. وغيبة أو نميمة.
يحفظون الأغاني الماجنة، ويشاهدون سرّاً أو علناً، الأفلامَ الهابطة.. وبعضهم يسرف في إطالة شعره، ويتبع (نجوم الفن) في قصَّة شعره أو تسريحته، يعشق الممثل الفلاني، أو المغنية الفلانية.. بل يعلّق صورها على جدران غرفته.. والبعض يضع سلسلة في رقبته، أو مطاطاً في معصمه، أو زينة على صدره([2]).
فهل يرضى هؤلاء عن هذه الحياة التي يحبونها؟! أيرضى ذلك لابنه؟ أيرضى أن يلاقي الله بمثل هذه الصورة، أو على تلك الحال؟.. ألا يعلم أنَّ مَلَك الموت لا يفرِّق بين شيخ وشاب، ولا غني ولا فقير، ولا مريض ولا صحيح؟!.
كم نسمع عن حوادث السيارات التي تحصد أرواح شباب خرجوا وهم يغنّون ويرقصون، بطونهم مليئة بنعم الله، وجيوبهم ملأى بالأموال.. عادوا إلى بيوتهم جثثاً في توابيت!
3ـ أوقات عليها حسرات:


تذكَّر يا أخي أن تلك الجلسات التي ضاعت بين (البلوت) و(الكونكان) والغيبة وهتك الأعراض، أو مشاهدة الأفلام.. ستكون حسرة على صاحبها، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول:
«ما اجتمعَ قومٌ فتفرَّقوا عن غير ذكر الله، إلّا كأنما تفرَّقوا عن جيفة حمار، وكان ذلك المجلس عليهم حسرة»([3]).
ومن الشباب من أصبح ديدنه متابعة أخبار الرياضة.. فيموت من أجل نادٍ أو يقاتل من أجل آخر.. حتى تصبح الرياضة همّه الأول والأخير في الحياة. وهناك الهوس التشجيعي حتى يكون ديدنه ليل نهار؛ يشجع ويدافع عن ناديه فرداً فرداً، ويشيع انتصارات ذلك النادي.. وكأنه أعاد لنا القدس والأندلس المفقود!!.
لا تضيّع وقتك، فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك...
فالليل والنهار كنزٌ لمن أراد أن يستغله في طاعة، أو فكر، أو علم نافع!.
ورحم الله عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال:
«إني لأرى الرجل ليس في مهنة من الدنيا، ولا عمل للآخرة، فيسقط من عيني».
4ـ عمرك الحقيقي:


يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
«ما ندمت على شيء كندمي على يومٍ غربت شمسه:
نَقَصَ فيه أجلي..
ولم يزِدْ فيه عملي...».
فعمرك الحقيقي لا يقاس بالسنوات التي قضيتها منذ الولادة، وإنما يُقاس بقدر ما قدَّمت لنفسك وللإسلام من عظائم الأعمال الصالحات.
فحدِّد لنفسك هدفاً غالياً تعيش من أجله، وتسعى جاهداً لتحقيقه..
وأخلص النيّة لله تعالى ترَ ثمرة عملك.
يقول المصطفى (صلى الله عليه و سلم): «إن تصدُق الله يصدقك...» ([5]).
5ـ لا تهمِّش نفسك:


لا تهمِّش نفسك، ولا تجعلها خارج خارطة الحياة، ولا تقولنَّ لنفسك يوماً: هناك من يعمل للأمة.. وهناك من يقول.. وهناك من يبني.. أما أنا فلستُ منهم ولا أقدر على شيء!.
لا يا أخي.. احذف كلمة (لا أستطيع) من قاموسك؛ فأنت قادر بإذن الله على العطاء في الحياة.. قادر على أن تطوّر نفسك، وقادر على أن تكون مثالاً يُحتذى.. وكثير من الشباب من قال مِثلَ ما قلت، ثم ما لبث أن أصبح شامةً بين الناس؛ ينظر إليه الناس بثقة وإعجاب.
إذا كنت تشعر بأنك غير قادر على تطوير نفسك فهناك كُتبٌ تعلّمك ذلك، وهناك معاهد متخصّصة في التنمية البشرية.
6ـ استثمر وقتك:


استثمر وقتك في مساعدة مَنْ يحتاج المساعدة من أهلك وإخوانك: في زيارة مريض، أو قضاء حاجة لأخ مسلم، أو مساعدة ضيف أو متضرر، أو تفريج كرب، أو تقديم عون، فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول:
«من كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته...
ومن فرَّج عن مسلمٍ كربة، فرَّج الله عنه بها كربةً من كرب يوم القيامة...
ومن ستر مسلماً، ستره الله يوم القيامة»([9]).
ويقول عليه الصلاة والسلام أيضاً:
«من عاد مريضاً، أو زار أخاً له في الله؛ نادى منادٍ: أن طبتَ وطاب ممشاك، وتبوأتَ من الجنة منزلاً»([10]).
اجعل لنفسك وقتاً تقرأ فيه القرآن كل يوم ولو جزءاً واحداً من القرآن؛ فقراءته لا تأخذ منك أكثر من (20ـ 30) دقيقة.. ومن منّا لا يملك نصف ساعة من يومه؟.
هل تريد أن تكون كالبيت الخرب إن لم يكن عندك شيء من القرآن؟ فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول:
«إنَّ الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب»([11]).
أم تريد أن تكون من حملة القرآن في ظل عرش الرحمن؟
يقول عليه الصلاة والسلام:
«أدِّبوا أولادكم على ثلاث خصال:
حُبِّ نبيكم، وحُبِّ أهل بيته، وقراءة القرآن.
فإنَّ حملة القرآن في ظل عرش الله يوم لا ظلّ إلا ظلّه مع أنبياء الله وأصفيائه»([12]).
ألا تريد أن تكون ممن يأخذ بوالديه إلى الجنَّة؟.
7ـ كيف تستثمر الدقيقة من عمرك؟:
تذكَّر أن كثيراً من مشاريع الخير لا تكلِّف شيئاً، ويمكن أن تقوم بها وأنت ماشٍ على قدميك أو راكباً أو واقفاً أو جالساً...
ففي دقيقة واحدة تستطيع أن تقرأ سورة الإخلاص (قل هو الله أحد) خمس عشرة مرة، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول:
«والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن»([13]).
«اعلم يا بني أنَّ الأيامَ تُبسط ساعات..
والساعاتُ تُبسط أنفاساً..
وكلُّ نَفَس خزانة..
فاحذر أن يذهب نَفَسٌ بغير شيء، فترى في القيامة خزانة فارغة فتندم..
وانظر كل ساعة من ساعاتك بماذا تذهب..
فلا تُودعها إلا إلى أشرف ما يمكن..
ولا تُهمل نفسك..
وعوِّدها أشرف ما يكون من العمل وأحسنه..

عن الكاتب

trainer mahmoud gado



جميع الحقوق محفوظة

trainer mahmoud gado

2016