التركيبة النفسية لشخصية المؤمن
للشخصية المؤمنة تركيبة نفسية و أخلاقية مختلفة ، الشخص المؤمن يرى اللّذات الدنيوية
زائلة، و أنها لا تساوي شيئا، هي مجرد إمتحان إلى منازل و درجات وراءها. بالنسبة له
الدنيا كالخيال و الله هو الضمان الوحيد في رحلته ...
تعرفه بطول الصمت و تواصل الفكر و خفض الصوت و البعد عن الهرج و الصخب .
شعاره دائما : لو اجتمع الناس على أن يضروك لما استطاعوا أن يضروك إلا بشيئ كتبه
الله عليك، و إن اجتمعوا على أن ينفعوك بشيئ لما استطاعوا أن ينفعوك إلا بشيئ كتبه الله لك .
الشخص المؤمن لا يفرح لكسب و لا ييأس على خسران، و إذا داهمه ما يكره قال
في نفسه : و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسى أن تحبوا شيئا و هو شر لكم و الله
يعلم و أنتم لاتعلمون .
لا يحسد أحدا و لا يغبط أحدا، بل هو مشفق على الناس مما هم فيه من غفلة، لذلك تجد
قلبه يقول له : لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد .. متاع قليل ثم مأواهم جهنم و بئس
المهاد.
ناهض بالهمة على الدوام لا يفتر و لا يكسل و لا يتواكل، و لأنه قاصد وجه ربه فإنه
لا يفتر، إذ لم يربط إجتهاده بأجر هو إنسان محب متطوع، العمل عنده سعادة، لهذا لا تجده
متبرما و لا متسخطا و إنما طلق الوجه مشرق البسمة متفائل، حامد لربه في جميع حالاته.
.
.
إنها سمات الشخصية المؤمنة : السكينة و الهدوء النفسي و اطمئنان البال و الثقة في حكمة
الله و عدله و رحمته و تصريفه.
( بإختصار شديد لمقال للدكتور : مصطفى محمود )